فوائد البقوليات: دليل شامل للأنواع والفوائد والأضرار

فوائد البقوليات, Photo by Vanessa Loring: https://www.pexels.com/photo/plate-of-assorted-vegetables-beside-a-plate-of-nuts-and-beans-5966152/

تعتبر البقوليات من أهم العناصر الغذائية في نظامنا الغذائي اليومي، فهي مصدر غني بالبروتينات والألياف والمعادن الأساسية التي يحتاجها الجسم للحفاظ على صحته وحيويته. تحظى البقوليات بشعبية كبيرة في المطبخ العربي والعالمي نظراً لتعدد استخداماتها وفوائدها الصحية المذهلة. تعد البقوليات من أقدم المحاصيل التي عرفها الإنسان وزرعها منذ آلاف السنين، حيث كانت جزءاً أساسياً من الحضارات القديمة كالمصرية والرومانية والصينية. تتميز البقوليات بقدرتها العالية على التخزين لفترات طويلة دون أن تفقد قيمتها الغذائية، مما يجعلها خياراً مثالياً للأمن الغذائي. في هذا المقال الشامل، سنتعرف على مختلف أنواع البقوليات وفوائدها الصحية المتعددة، بالإضافة إلى الإجابة على الأسئلة الشائعة حولها وتوضيح الفرق بينها وبين الحبوب الأخرى.

تعريف البقوليات

البقوليات هي نباتات تنتمي إلى فصيلة Leguminosae أو Fabaceae، وتتميز بأنها تنتج بذوراً صالحة للأكل داخل قرون. تعتبر البقوليات من أهم مصادر البروتين النباتي في العالم، حيث تحتوي على نسبة عالية من البروتينات تصل إلى 20-25% من وزنها. تتميز هذه النباتات بقدرتها الفريدة على تثبيت النيتروجين من الهواء في التربة بواسطة بكتيريا تعيش في عقد على جذورها، مما يجعلها محاصيل صديقة للبيئة وتساهم في تحسين خصوبة التربة. يشمل تعريف البقوليات مجموعة واسعة من المحاصيل منها العدس والفاصوليا والحمص والفول والبازلاء وغيرها الكثير. تنمو البقوليات في معظم أنحاء العالم وتتكيف مع مختلف الظروف المناخية، مما يفسر انتشارها الواسع في الثقافات الغذائية المختلفة.

الفرق بين الحبوب والبقوليات

يخلط الكثيرون بين البقوليات والحبوب، لكن هناك فروقات جوهرية بينهما من الناحية النباتية والغذائية. تنتمي البقوليات إلى فصيلة Fabaceae وتنمو في قرون، بينما تنتمي الحبوب إلى فصيلة النجيليات Poaceae وتنمو على شكل سنابل. تحتوي البقوليات على نسبة أعلى من البروتين مقارنة بالحبوب، حيث يمكن أن تصل إلى ضعف أو ثلاثة أضعاف ما تحتويه الحبوب. تتميز البقوليات بقدرتها على تثبيت النيتروجين في التربة، بينما لا تمتلك الحبوب هذه الخاصية. تشمل الحبوب محاصيل مثل القمح والأرز والذرة والشعير والشوفان، وتعتبر المصدر الرئيسي للكربوهيدرات في النظام الغذائي العالمي. يمكن تمييز البقوليات عن الحبوب أيضاً من خلال تركيبتها الغذائية، حيث تحتوي البقوليات على نسبة أعلى من الألياف الغذائية والمعادن مثل الحديد والزنك.

هل الأرز من البقوليات؟

الأرز ليس من البقوليات، بل ينتمي إلى فصيلة النجيليات أو الحبوب Poaceae. يعتبر الأرز من أهم المحاصيل الغذائية حول العالم ويشكل الغذاء الرئيسي لأكثر من نصف سكان العالم، خاصة في قارة آسيا. يتميز الأرز بتركيبته الغذائية المختلفة عن البقوليات، حيث يحتوي على نسبة عالية من الكربوهيدرات ونسبة منخفضة من البروتين مقارنة بالبقوليات. ينمو الأرز في سنابل وليس في قرون كما هو الحال في البقوليات، وهذا أحد الفروق الرئيسية بين المجموعتين من الناحية النباتية. لا يملك الأرز القدرة على تثبيت النيتروجين في التربة كما تفعل البقوليات، ويحتاج إلى كميات كبيرة من المياه للزراعة مقارنة بمعظم أنواع البقوليات.

هل البيض من البقوليات؟

البيض ليس من البقوليات ولا ينتمي إلى أي نوع من النباتات، فهو منتج حيواني. يعتبر البيض من المصادر الغنية بالبروتين الحيواني عالي القيمة الغذائية، ويحتوي على العديد من العناصر الغذائية الأساسية مثل فيتامينات A، D، E، B12 والكولين. تختلف مصادر البروتين في البيض تماماً عن البروتينات النباتية الموجودة في البقوليات، حيث يحتوي البيض على جميع الأحماض الأمينية الأساسية التي يحتاجها الجسم. يمكن اعتبار البيض والبقوليات مكملين لبعضهما البعض في النظام الغذائي المتوازن، حيث يوفر كل منهما عناصر غذائية مختلفة ومهمة للجسم. على عكس البقوليات، لا يحتوي البيض على الألياف الغذائية، لكنه يحتوي على نسبة من الدهون والكولسترول غير الموجودة في البقوليات.

أنواع البقوليات

تضم عائلة البقوليات مجموعة متنوعة من الأنواع المختلفة التي تنتشر زراعتها واستهلاكها حول العالم. تختلف أنواع البقوليات في شكلها ولونها وحجمها وقيمتها الغذائية، مما يجعلها تناسب مختلف الأذواق والاستخدامات الغذائية. تعد البقوليات من أقدم الأطعمة التي عرفها الإنسان، حيث يعود تاريخ زراعة بعض أنواعها إلى أكثر من 10,000 سنة. تشكل البقوليات جزءاً أساسياً من النظام الغذائي في العديد من الثقافات حول العالم، من المطبخ المتوسطي إلى المطبخ الآسيوي والأفريقي. فيما يلي سنستعرض أهم وأشهر أنواع البقوليات المستخدمة في الطهي والتغذية.

أسماء البقوليات مع الصور

1. العدس (Lentils)

العدس (Lentils), Photo by micka randrianjafisolo: https://www.pexels.com/photo/close-up-of-brown-lentils-background-texture-30204265/
العدس (Lentils)

يعد العدس من أقدم البقوليات المعروفة ويتميز بتنوع ألوانه بين الأحمر والأصفر والأخضر والبني الأسود. يتميز العدس بسهولة طهيه وسرعة نضجه مقارنة بأنواع البقوليات الأخرى، مما يجعله خياراً مفضلاً للوجبات السريعة. يشتهر العدس في المطبخ العربي والهندي بشكل خاص، ويستخدم في تحضير الحساء والشوربات واليخنات والسلطات. يعتبر العدس الأحمر من أكثر أنواع العدس شعبية في المطبخ العربي، ويستخدم بكثرة في تحضير شوربة العدس الشهيرة. يحتوي العدس على نسبة عالية من البروتين والحديد والألياف، مما يجعله غذاءً مثالياً للنباتيين والأشخاص الذين يعانون من فقر الدم.

2. الحمص (Chickpeas)

الحمص (Chickpeas), Photo by Marina Leonova: https://www.pexels.com/photo/close-up-shot-of-chickpeas-7717474/
الحمص (Chickpeas)

يعتبر الحمص من أشهر البقوليات في منطقة الشرق الأوسط والبحر المتوسط، ويتميز بشكله المستدير ولونه البيج المائل للأصفر. يستخدم الحمص في تحضير العديد من الأطباق الشهيرة مثل الحمص بالطحينة (المتبل) والفلافل وسلطة الفتوش. يتوفر الحمص بنوعين رئيسيين: حمص ديسي (صغير الحجم وداكن اللون) والحمص الكابولي (كبير الحجم وفاتح اللون) وهو النوع الأكثر شيوعاً في الأسواق العربية. يحتوي الحمص على نسبة عالية من البروتين والألياف والمعادن الأساسية، بالإضافة إلى احتوائه على مضادات الأكسدة التي تساهم في مكافحة الالتهابات. يمكن استخدام دقيق الحمص (البيسان) في تحضير العديد من الوصفات مثل الفلافل والبسارة.

3. الفاصوليا (Beans)

الفاصوليا (Beans), Photo by Jana Ohajdova: https://www.pexels.com/photo/extreme-close-up-shot-of-beans-9855429/
الفاصوليا (Beans)

تضم الفاصوليا مجموعة متنوعة من الأنواع المختلفة في الشكل واللون والحجم، مما يجعلها من أكثر البقوليات تنوعاً. تشمل أنواع الفاصوليا الشائعة: الفاصوليا البيضاء، الفاصوليا الحمراء، الفاصوليا السوداء، الفاصوليا الكلوية (الكيدني)، وفاصوليا البينتو. تستخدم الفاصوليا في تحضير العديد من الأطباق التقليدية حول العالم، مثل الفول المدمس العربي، والتشيلي المكسيكي، والفيجوادا البرازيلية. تعتبر الفاصوليا مصدراً ممتازاً للبروتين والألياف الغذائية، بالإضافة إلى احتوائها على المعادن الأساسية مثل الحديد والمغنيسيوم والزنك. تحتاج معظم أنواع الفاصوليا إلى نقع قبل الطهي لإزالة بعض المواد الصعبة الهضم وتقليل وقت الطهي.

4. الفول (Fava Beans)

الفول (Fava Beans), Photo by Denys Gromov: https://www.pexels.com/photo/close-up-of-fava-beans-piled-together-30688215/
الفول (Fava Beans)

يعد الفول من البقوليات الشائعة في منطقة البحر المتوسط والشرق الأوسط، ويتميز بحجمه الكبير نسبياً مقارنة بالبقوليات الأخرى. يستخدم الفول الأخضر الطازج في العديد من الأطباق، بينما يستخدم الفول المجفف في تحضير الفول المدمس الذي يعتبر من أشهر الأطباق الشعبية في مصر والشام. يحتوي الفول على نسبة عالية من البروتين والألياف والحديد والفوليك أسيد، مما يجعله غذاءً صحياً ومغذياً. يجب الانتباه إلى أن بعض الأشخاص قد يعانون من حساسية وراثية تجاه الفول تسمى "الفافيزم"، والتي قد تؤدي إلى تكسر كريات الدم الحمراء. يمكن استهلاك الفول بعدة طرق، سواء كان معلباً أو مطبوخاً طازجاً أو مجففاً أو حتى كوجبة خفيفة بعد تحميصه.

5. البازلاء (Peas)

البازلاء (Peas), Photo by Pixabay: https://www.pexels.com/photo/full-frame-shot-of-green-peas-255469/
البازلاء (Peas)

تعتبر البازلاء من البقوليات اللذيذة والمحببة للأطفال، وتتميز بلونها الأخضر الزاهي وشكلها المستدير الصغير. تستهلك البازلاء عادة خضراء طازجة أو مجمدة أو معلبة، كما يمكن استهلاك البازلاء المجففة الصفراء في بعض الأطباق. تستخدم البازلاء في تحضير العديد من الأطباق مثل حساء البازلاء، والأرز بالبازلاء، والسلطات المختلفة. تعتبر البازلاء مصدراً جيداً للبروتين والألياف وفيتامين K وفيتامين C والمنغنيز. تتميز البازلاء بمذاقها الحلو نسبياً مقارنة بالبقوليات الأخرى، مما يجعلها محببة للأطفال وخياراً جيداً لإدخال البقوليات في نظامهم الغذائي.

أنواع البقوليات الخضراء بالصور

البقوليات الخضراء هي تلك التي يتم حصادها وهي لا تزال خضراء وطازجة قبل أن تنضج وتجف. تتميز البقوليات الخضراء بقيمتها الغذائية العالية وطعمها اللذيذ وسهولة هضمها مقارنة بالبقوليات المجففة. تشمل أهم أنواع البقوليات الخضراء: الفاصوليا الخضراء (اللوبيا)، البازلاء الخضراء، الفول الأخضر، واللوبيا الخضراء بأنواعها. تحتوي البقوليات الخضراء على نسبة عالية من فيتامين C وفيتامين K والفولات، بالإضافة إلى نسبة جيدة من البروتين والألياف. يمكن استهلاك البقوليات الخضراء مسلوقة أو مطهوة على البخار أو مقلية أو مضافة إلى اليخنات والشوربات والسلطات. تعتبر البقوليات الخضراء خياراً صحياً ممتازاً للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الهضم، حيث إنها أسهل في الهضم من البقوليات المجففة.

أنواع البقوليات والحبوب

تشكل البقوليات والحبوب معاً أساس النظام الغذائي في معظم الثقافات حول العالم، وغالباً ما يتم استهلاكهما معاً لتشكيل وجبة متكاملة غنية بالعناصر الغذائية. تضم الحبوب مجموعة متنوعة من المحاصيل التي تنتمي إلى فصيلة النجيليات مثل القمح والأرز والذرة والشعير والشوفان والدخن. تحتوي الحبوب على نسبة عالية من الكربوهيدرات المعقدة التي تمد الجسم بالطاقة، بينما تحتوي البقوليات على نسبة عالية من البروتين. عند دمج البقوليات مع الحبوب في نفس الوجبة، يحصل الجسم على جميع الأحماض الأمينية الأساسية التي يحتاجها، مما يجعل هذه الوجبة مصدر بروتين كامل. من الأمثلة التقليدية على دمج البقوليات والحبوب في وجبة واحدة: المجدرة (العدس مع الأرز)، الكشري المصري (العدس والأرز والمكرونة)، والفول مع الخبز، وحمص مع خبز. تناول مزيج من البقوليات والحبوب يوفر أيضاً مجموعة متنوعة من الفيتامينات والمعادن والألياف الغذائية اللازمة للصحة المثالية.

فوائد البقوليات

تعتبر البقوليات من الأغذية ذات القيمة الغذائية العالية وتقدم مجموعة واسعة من الفوائد الصحية المثبتة علمياً. تشكل البقوليات جزءاً أساسياً من النظام الغذائي الصحي في مختلف أنحاء العالم، وتوصي منظمة الصحة العالمية بإدخالها بانتظام في النظام الغذائي. تساهم البقوليات في الوقاية من العديد من الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسكري وبعض أنواع السرطان. توفر البقوليات بديلاً صحياً ورخيصاً للبروتين الحيواني، مما يجعلها خياراً ممتازاً للنباتيين ومن يرغبون في تقليل استهلاك اللحوم. فيما يلي نستعرض أهم الفوائد الصحية للبقوليات المدعومة بالأبحاث العلمية الحديثة.

1. مصدر غني بالبروتين النباتي

تعتبر البقوليات من أغنى المصادر النباتية بالبروتين، حيث تحتوي على 20-25% من وزنها بروتيناً، وهذا يجعلها بديلاً ممتازاً للحوم خاصة للنباتيين. تساهم بروتينات البقوليات في بناء وإصلاح أنسجة الجسم، وتدخل في تركيب الإنزيمات والهرمونات الضرورية للعمليات الحيوية. عند دمج البقوليات مع الحبوب، يحصل الجسم على بروتين كامل يحتوي على جميع الأحماض الأمينية الأساسية. تحتوي البقوليات على نسبة عالية من الأحماض الأمينية الليسين والتي تكون منخفضة في معظم الحبوب. تساعد البروتينات النباتية الموجودة في البقوليات على تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب مقارنة بالبروتينات الحيوانية التي تحتوي عادة على نسبة عالية من الدهون المشبعة.

2. غنية بالألياف الغذائية

تحتوي البقوليات على نسبة عالية من الألياف الغذائية القابلة وغير القابلة للذوبان، مما يجعلها تساهم بشكل كبير في صحة الجهاز الهضمي. تساعد الألياف الموجودة في البقوليات على تحسين حركة الأمعاء ومنع الإمساك وتعزيز نمو البكتيريا النافعة في الأمعاء. تلعب الألياف دوراً مهماً في تنظيم مستويات السكر في الدم من خلال إبطاء عملية هضم وامتصاص الكربوهيدرات. تساهم الألياف أيضاً في خفض مستويات الكولسترول الضار في الدم، مما يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. يوفر كوب واحد من البقوليات المطبوخة حوالي 15 غراماً من الألياف، وهو ما يمثل حوالي 50% من الاحتياج اليومي الموصى به للألياف.

3. المساعدة في إنقاص الوزن

تعتبر البقوليات من الأطعمة المثالية لمن يرغبون في إنقاص الوزن، حيث توفر الشعور بالشبع لفترات طويلة بسبب محتواها العالي من البروتين والألياف. تساعد البقوليات على ضبط مستويات السكر في الدم وتجنب ارتفاعه المفاجئ، مما يقلل من نوبات الجوع والرغبة في تناول الأطعمة السكرية. تحتوي البقوليات على سعرات حرارية أقل مقارنة باللحوم لنفس الكمية من البروتين، مما يجعلها خياراً ممتازاً لخفض السعرات الحرارية اليومية دون التأثير على كمية البروتين المستهلكة. أظهرت الدراسات أن إضافة البقوليات إلى النظام الغذائي يمكن أن يساعد في خفض الوزن حتى بدون تقليل السعرات الحرارية. تساهم البقوليات في تحسين عملية التمثيل الغذائي وحرق الدهون بشكل أكثر كفاءة نظراً لاحتوائها على معادن أساسية مثل الحديد والزنك.

4. تنظيم مستويات السكر في الدم

تعتبر البقوليات من الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض، مما يعني أنها لا تسبب ارتفاعاً سريعاً في مستويات السكر في الدم بعد تناولها. تساعد الألياف الموجودة في البقوليات على إبطاء عملية هضم وامتصاص الكربوهيدرات، مما يساهم في تنظيم مستويات السكر في الدم. أظهرت الدراسات أن استهلاك البقوليات بانتظام يمكن أن يحسن من حساسية الإنسولين ويقلل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. تحتوي البقوليات على مركبات نشطة بيولوجياً تساعد في تحسين وظائف خلايا بيتا في البنكرياس المسؤولة عن إفراز الإنسولين. توصي الجمعية الأمريكية للسكري بإدخال البقوليات في النظام الغذائي لمرضى السكري لمساعدتهم في التحكم بمستويات السكر في الدم.

5. تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية

تساهم البقوليات في تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية من خلال العديد من الآليات المختلفة. تحتوي البقوليات على ألياف قابلة للذوبان تساعد في خفض مستويات الكولسترول الضار LDL في الدم، مما يقلل من خطر تصلب الشرايين. تعتبر البقوليات مصدراً جيداً للبوتاسيوم الذي يساعد في خفض ضغط الدم المرتفع، وهو أحد عوامل الخطر الرئيسية لأمراض القلب. تحتوي البقوليات على مضادات أكسدة ومركبات نباتية تحمي القلب من الإجهاد التأكسدي وتقلل من الالتهابات المزمنة. أظهرت الدراسات أن استبدال جزء من البروتين الحيواني بالبروتين النباتي من البقوليات يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة تصل إلى 14%. تساهم البقوليات في تحسين وظائف بطانة الأوعية الدموية وتقليل مقاومة الأنسولين، وهما عاملان مهمان في الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية.

6. تعزيز صحة الجهاز الهضمي

تلعب البقوليات دوراً مهماً في تعزيز صحة الجهاز الهضمي والحفاظ على توازن البكتيريا النافعة في الأمعاء. تحتوي البقوليات على ألياف بريبايوتيك (Prebiotic fibers) التي تعتبر غذاءً للبكتيريا النافعة في الأمعاء، مما يساعد على نموها وتكاثرها. تساهم الألياف غير القابلة للذوبان الموجودة في البقوليات في تحسين حركة الأمعاء ومنع الإمساك.

الأسئلة الشائعة حول البقوليات

هل أكل البقوليات مفيد؟

نعم، أكل البقوليات مفيد جداً للصحة لأسباب متعددة ومدعومة بالأبحاث العلمية. تعتبر البقوليات من أغنى المصادر النباتية بالبروتين حيث تحتوي على نسبة تتراوح بين 20-25% من وزنها بروتيناً، مما يجعلها بديلاً ممتازاً للحوم خاصة للنباتيين. تحتوي البقوليات أيضاً على نسبة عالية من الألياف الغذائية التي تعزز صحة الجهاز الهضمي وتساعد في تنظيم مستويات السكر والكولسترول في الدم. تعد البقوليات مصدراً غنياً بالمعادن الأساسية مثل الحديد والزنك والمغنيسيوم والبوتاسيوم، بالإضافة إلى الفيتامينات مثل فيتامينات مجموعة B وحمض الفوليك. أظهرت الدراسات أن تناول البقوليات بانتظام يساعد في الوقاية من العديد من الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسكري وبعض أنواع السرطان، كما أنها تساهم في الحفاظ على وزن صحي.

هل يمكننا تناول البقوليات يومياً؟

نعم، يمكن تناول البقوليات يومياً، وبالفعل توصي العديد من المنظمات الصحية العالمية بإدخال البقوليات في النظام الغذائي بشكل منتظم. توصي منظمة الصحة العالمية بتناول حوالي 3 أكواب من البقوليات أسبوعياً، أي ما يعادل نصف كوب يومياً تقريباً. يمكن دمج البقوليات في وجبات متنوعة على مدار اليوم، مثل إضافة الحمص إلى السلطات، أو تناول العدس مع الأرز للغداء، أو استخدام الفاصوليا في وجبة العشاء. مع ذلك، قد يحتاج بعض الأشخاص الذين يعانون من متلازمة القولون العصبي أو مشاكل في الجهاز الهضمي إلى تقليل كمية البقوليات المستهلكة أو تناولها بشكل تدريجي لتجنب الانتفاخ والغازات. من المهم أيضاً تنويع أنواع البقوليات المستهلكة للحصول على مجموعة متنوعة من العناصر الغذائية والمركبات النباتية المفيدة.

ما هي أنواع البقوليات وفوائدها؟

هناك العديد من أنواع البقوليات المختلفة، ولكل منها فوائدها الخاصة:

  1. العدس: غني بالحديد والبروتين والألياف، يساعد في مكافحة فقر الدم ويعزز صحة القلب. يتوفر بألوان متعددة (أحمر، أصفر، أخضر، بني) ولكل نوع قيمة غذائية مميزة.
  2. الحمص: غني بالبروتين ومضادات الأكسدة، يساعد في تنظيم السكر في الدم وخفض الكولسترول. يحتوي على نسبة عالية من الألياف والمنغنيز الضروري لصحة العظام.
  3. الفاصوليا: تتوفر بأنواع متعددة (بيضاء، حمراء، سوداء، كيدني)، وتعتبر مصدراً ممتازاً للبروتين والألياف والمعادن. تساعد في خفض ضغط الدم وتعزيز صحة القلب والأوعية الدموية.
  4. الفول: غني بالبروتين والألياف والحديد وحمض الفوليك، يساعد في تعزيز مستويات الطاقة ودعم صحة الجهاز العصبي. يعتبر الفول أيضاً مصدراً جيداً لمضادات الأكسدة.
  5. البازلاء: غنية بفيتامين K وفيتامين C والمنغنيز، تساعد في تقوية جهاز المناعة ودعم صحة العظام. تحتوي البازلاء أيضاً على مضادات أكسدة تعزز صحة العين وتقي من أمراض الشيخوخة.
  6. اللوبيا الخضراء: غنية بالفيتامينات A وC وK، تساعد في تعزيز صحة البشرة والعين وتقوية العظام. تحتوي على نسبة منخفضة من السعرات الحرارية مما يجعلها مثالية لبرامج إنقاص الوزن.

تساهم جميع هذه الأنواع في تعزيز الصحة العامة، وتوفر بدائل صحية ورخيصة للبروتين الحيواني، كما أنها صديقة للبيئة وتساهم في الاستدامة الغذائية.

هل البقوليات كارب أم بروتين؟

البقوليات تحتوي على كل من الكربوهيدرات والبروتينات، لكنها تصنف غذائياً كمصدر جيد للبروتين النباتي. تحتوي البقوليات بشكل عام على 20-25% من وزنها بروتيناً، و50-65% كربوهيدرات، ونسبة قليلة من الدهون لا تتجاوز 3% في معظم الأنواع. ما يميز البقوليات أن معظم الكربوهيدرات فيها تكون على شكل نشويات معقدة وألياف غذائية، وليست سكريات بسيطة، مما يجعلها ذات مؤشر جلايسيمي منخفض ولا تسبب ارتفاعاً سريعاً في مستويات السكر في الدم. تعتبر البقوليات في الهرم الغذائي ضمن مجموعة البروتينات النباتية وتستخدم كبديل للحوم في النظام الغذائي النباتي. في الواقع، تعتبر البقوليات غذاءً متكاملاً يقدم مزيجاً مثالياً من البروتين والكربوهيدرات المعقدة والألياف الغذائية، مما يجعلها خياراً مثالياً لوجبة متوازنة تمد الجسم بالطاقة والعناصر اللازمة لبناء العضلات وإصلاح الأنسجة.

تعليقات